مع إطلاق رؤية السعودية 2030، دخلت المملكة مرحلة جديدة من التحديث والتطوير في جميع المجالات، بما في ذلك عالم التصميم الجرافيكي والهندسي والمعماري. هذه الرؤية الطموحة لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية والسياسية فحسب، بل أثرت بشكل مباشر على أسلوب التصميم، الإبداع، والتجارب البصرية في المملكة.
في هذا المقال، نستعرض تأثير رؤية 2030 على أسلوب التصميم، أبرز التوجهات الجديدة، وأمثلة عملية على ذلك.
1. تصميم هويّة بصرية وطنية حديثة
رؤية 2030 وضعت تعزيز الهوية الوطنية في قلب استراتيجياتها، مما انعكس على التصميم:
- تطوير شعارات ومبادرات وطنية تعكس قيم الحداثة والانفتاح، مثل شعار رؤية 2030 الذي يجمع بين الحداثة والتراث.
- استخدام الألوان الوطنية والعناصر التراثية بشكل مبتكر في التصاميم الرسمية والفعاليات الكبرى.
- تصميم مواد تسويقية وحملات إعلامية متناسقة بصريًا لجميع القطاعات الحكومية والخاصة.
النتيجة كانت توحيد الصورة البصرية للمملكة على المستوى الدولي، مع الاحتفاظ بالهوية الثقافية المحلية.
2. تصميم عصري يعكس الابتكار والتقنية
رؤية 2030 ركّزت على التقنية والتحول الرقمي، مما دفع المصممين لاعتماد أساليب جديدة:
- استخدام الخطوط الحديثة والتقنيات الرقمية في الحملات التسويقية والواجهات الإلكترونية.
- اعتماد التصميمات التفاعلية والواقع الافتراضي (VR) والمعزز (AR) في الفعاليات والمؤتمرات.
- خلق تصاميم مستقبلية تعكس التطور الاقتصادي والتكنولوجي للمملكة.
مثال: تصميم واجهات التطبيقات الحكومية الرقمية يعكس بساطة الاستخدام مع لمسة عصرية وابتكارية.
3. تصميم يدمج بين الحداثة والتراث
أحد أهم تأثيرات رؤية 2030 على التصميم هو الموازنة بين الحداثة والتراث:
- إدراج العناصر التراثية السعودية مثل النقوش والزخارف التقليدية في تصاميم حديثة.
- استخدام الخطوط العربية بطريقة مبتكرة في الشعارات والإعلانات.
- الجمع بين الألوان التقليدية والألوان العصرية لخلق تصاميم تعكس الهوية الوطنية بروح حديثة.
مثال: فعاليات "الجنادرية" ومهرجانات الفنون تستخدم تصاميم رقمية مستوحاة من التراث مع عناصر تفاعلية حديثة.
4. التصميم المستدام والمسؤول بيئيًا
رؤية 2030 تضمنت توجهات قوية نحو الاستدامة، مما أثر على أساليب التصميم:
- التركيز على تصميمات صديقة للبيئة في الحملات التسويقية والمنتجات.
- استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير في المعارض والمهرجانات.
- خلق واجهات رقمية وأدوات تفاعلية تقلل من استخدام الورق والطاقة.
هذا يعكس توجه المملكة نحو الابتكار المستدام والمسؤولية الاجتماعية.
5. تصميم موجه نحو التفاعل المجتمعي
رؤية 2030 جعلت المجتمع محورًا أساسيًا للتطوير، مما انعكس في التصميم:
- تصميم منصات رقمية تتيح تفاعل المواطنين والمقيمين مع الخدمات الحكومية.
- إنشاء حملات تسويقية ومحتوى بصري يشجع المشاركة المجتمعية.
- تصميم فعاليات ومهرجانات تربط بين الثقافة المحلية والمواطنة الرقمية.
مثال: منصة "شارك" الرقمية التي تشجع على المبادرات والمشاركة المجتمعية، بتصميم حديث وسهل الاستخدام.
6. التركيز على التجارب البصرية الحديثة (UX/UI)
رؤية 2030 عززت التحول الرقمي في جميع القطاعات، مما دفع المصممين لتطوير:
- واجهات استخدام سهلة ومرنة للمواقع الحكومية والتطبيقات.
- تجربة مستخدم مبسطة ولكن جذابة بصريًا تعكس التطور التقني.
- تصميمات رقمية تعتمد على التحليل البياني لتقديم تجربة شخصية لكل مستخدم.
النتيجة: تصميمات أكثر ذكاءً وكفاءة تلبي احتياجات الجمهور بطريقة سلسة ومبتكرة.
خلاصة
رؤية السعودية 2030 غيرت أسلوب التصميم بشكل شامل، وجعلته:
- هوية وطنية موحدة تجمع بين الحداثة والتراث
- مبتكرًا وتقنيًا مع دمج أدوات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي
- مسؤولًا ومستدامًا بيئيًا واجتماعيًا
- تفاعليًا ومجتمعيًا يركز على تجربة المستخدم والمشاركة
- محترفًا وموجهًا نحو المستقبل في جميع القطاعات
باختصار، التصميم في السعودية بعد رؤية 2030 أصبح أداة استراتيجية تعكس تطلعات المملكة نحو الحداثة، الاستدامة، والتميز الثقافي والرقمي، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية المملكة على الصعيدين المحلي والدولي.